Kamis, 19 November 2015

مَوْلِدُ الْبَرْزَنْجِى نَثْراً

﴿ مَوْلِدُ الْبَرْزَنْجِى نَثْراً ﴾
اَلْجَنَّةُ وَنَعِيْمُهَا سَعْدُ لِّمَنْ يُّصَلِّي وَيُسَلِّمُ وَيُبَارِكُ عَلَيْهِ ﴿﴾ اَبْتَدِئُ الْإِمْلاَءَ بِاسْمِ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ ﴿﴾ مُسْتَدِراً فَيْضَ الْبَرَكَاتِ عَلَى مَآ اَنَالَهُ وَاَوْلَاهُ ﴿﴾ وَاُثَنِّي بِحَمْدِ مَّوَارِدُهُ سَائِغَةُ هَنِيَّةٌ ﴿﴾ مُمْتَطِأً مِّنَ الشُّكْرِ الْجَمِيْلِ مَطَايَاهُ ﴿﴾ وَاُصَلِّي وَاُسَلِّمُ عَلَى النُّوْرِ الْمَوْصُوفِ بِالتَّقَدُّمِ وَالْاَوَّلِيَّةِ ﴿﴾ اَلْمُنْتَقِلِ فِى الْغُرَرِ الْكَرِيْمَةِ وَالْجِبَاهِ ﴿﴾ وَاسْتَمْنِحُ اللَّهَ تَعَالَى رِضْوَانًا يَخُصُّ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ النَّبَوِيَّةِ ﴿﴾ وَيَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَالْاَتْبَاعَ وَمَوَّلَاهُ ﴿﴾ وَاَسْتَجْدِيْهِ هِدَايَةً لِّسُلُوْكِ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ ﴿﴾ وَحِفْظًا مِّنَ الْغَوَايَةِ فِى خِطَطِ الْخَطَإِ وَخُطَاهُ ﴿﴾ وَاَنْشُرُ مِنْ قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِّيِّ بُرُداً حِسَانًا عَبْقَرِيَّةً ﴿﴾ نَاظِماً مِنَ النَّسَبِ الشَّرِيْفِ عِقْداً تُحَلَّى الْمَسَامِعُ بِحُلاَهُ ﴿﴾ وَاَسْتَعِيْنُ بِحَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ القَوِيَّةِ ﴿﴾ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ اِلَّا بِاللَّهِ ﴿﴾
﴿عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الُُْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ﴾
وَبَعْدُ فَاَقُوْلُ هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدُ الْمُطَلَبِ وَاسْمُهُ شَيْبَةُ حَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّةِ ﴿﴾ اِبْنِ هَاشِمِ وَاسْمُهُ عَمْرُوبْنُ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ الَّذِي يُنْتَمَى الْاِرْتِقَآءُ لِعُلْيَاهُ ﴿﴾ اِبْنِ قُصَيِّ وَاسْمُهُ مُجَمَّعُ سُمِّيَ بِقُضَيِّ لِتَّقَاصِيْهِ فِى بِلاَدِ قُضَاعَةَ الْقَصِيَّةِ ﴿﴾ اِلَى اَنْ اَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى اِلَى الْحَرَمِ الْمُحْتَرَمِ فَحَمَى حِمَاهُ ﴿﴾ اِبْنِ كِلاَبٍ وَّاسْمُهُ حَكِيْمُ اِبْنِ مُرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ وَّاسْمُهُ قُرَيْشٌ وَاِلَيْهِ تُنْسَبُ الْبُطُوْنُ الْقُرْشِيَّةُ ﴿﴾ وَمَافَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَاجَنَحَ اِلَيْهِ الْكَثِيْرُ وَارْتَضَاهُ ﴿﴾ اِبْنِ مَالِكِ ابْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ اِلْيَاسَ وَهُوَ اَوَّلُ مَنْ اَهْدَى الْبُدْنَ اِلَى الرِّحَابِ الْحَرَمِيَّةِ ﴿﴾ وَسُمِعَ فِي صُلْبِهِ النَّبِيِّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَبَّاهُ ﴿﴾ اِبْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَهَذَا سِلْكُ النَّظَمَتْ فَرَائِدُهُ بَنَانُ السُّنَّةِ السَّنِيَّةِ ﴿﴾ وَرَفْعُهُ اِلَى الْخَلِيْلِ اِبْرَهِيْمَ اَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَاَبَاهُ ﴿﴾ وَعَدْنَانُ بِلَا رَيْبِ عِنْدَ ذَوِى الْعُلُومِ النَّسَبِيَّةِ﴿﴾ اِلَى الذَّبِيْحِ اِسْمَاعِيْلَ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَمَاهُ ﴿﴾ فَاَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَاَلَّقَتْ كَوَاكِبُهُ الدُّرِيَّةُ ﴿﴾ وَكَيْفَ لاَ وَالسَّيِّدُ الْاَكْرَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسِطَتُهُ الْمُنْتَقَاهُ ﴿﴾
﴿ نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعَلَا بِحُلَاهُ * قَلَّدَتْهَا نُجُوْمَهَا الْجَوْزَآءُ ﴾
﴿ حَبَّذَ عِقْدُ سُوْدَدٍ وَّفَخَارٍ * اَنْتَ فِيْهِ الْيَتِيْمَةُ الْعَصْمَآءُ ﴾
وَاَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَّسَبٍ طَهَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ ﴿﴾ اَوْرَدَ الزَّيْنُ الْعْرَاَقِيُّ وَّارِدَهُ فِي مَوْرِدِهِ الْهَنِيِّ وَرَوَاهُ ﴿﴾
﴿ حَفِظَ الْاِلَهُ كَرَامَةَ لِّمُحَمَّدٍ * اَبَآَهُ الْاَمْجَادَ صَوْنًالِّاِسْمِهِ ﴾
﴿ تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ عَارُهُ * مِنْ آدَمٍ وَّاِلَى اَبِيْهِ وَاُمِّهِ ﴾ 
سَرَاةٌ سَرَى نُوْرُ النُّبُوَّةِ فِي اَسَارِيْرِ غُرَرِهِمُ الْبَهِيَّةِ ﴿﴾ وَبَدَرَ بَدْرُهُ فِي جَبِيْنِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ ﴿﴾       
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وِلَمَّا اَرَدَ اللَّهُ تَعَالَى اِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ ﴿﴾ وَاِظْهَارَهُ جِسْمًا وَّرُوْحًا بِصُوْرَتِهِ وَمَعْنَاهُ ﴿﴾ نَقَلَهُ اِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ الزُّهْرِيَّةِ ﴿﴾ وَخَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِاَنْ تَكُوْنَ اُمًّا لِّمُصْطَفَاهُ ﴿﴾ وَنُودِيَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ بِحَمْلِهَا لِاَنْوَرِهِ الذَّاتِيَّةِ ﴿﴾ وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِّهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ ﴿﴾ وَكُسِيَتِ الْاَرْضُ بَعْدَ طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلاً سُنْدُسِيَّةِ ﴿﴾ وَاَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَاَدْنَ الشَّجَرُ لِلْجَانِي جَنَاهُ ﴿﴾ وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَّآبَةِ لِّقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْاَلْسُنِ الْعَرَبِيَّةِ ﴿﴾ وَخَرَّتِ الْاَسِرَّةُ وَالْاَصْنَامُ عَلىَ الْوُجُوْهِ وَالْاَفْوَاهُ ﴿﴾ وَتَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَدَوَآبُّهَا الْبَحْرِيَّةِ ﴿﴾ وَاحْتَسَتِ الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأسَ حُمَيَّاهُ ﴿﴾ وَبُشِّرَتُ الْجِنُّ بِاِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتَحَكَتِ الْكَحَانَةُ وَرَهِبَتِ الرُّهْبَانِيَّةِ ﴿﴾ وَلَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حِبْرٍ خَبِيْرٍ وَّفِي حُلَا حُسْنِهِ تَاهُ ﴿﴾ وَاُتِيَتْ اُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا اِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وخَيْرِالْبَرِيَّةِ ﴿﴾ وَسَمِّيْهِ اِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّداً لِاَنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْراَنِ عَلَى مَشْهُوْرِ الْاَقْوَالِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمَرْوِيَّةِ ﴿﴾ تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ اَبُوْهُ عَبْدُاللَّهِ وَكَانَ قَدِ اجْتَازَ بِاَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيٍّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّةِ ﴿﴾ وَمَكَثَ فِيْهِهِمْ شَهْراً سَقِيْماً يُّعَانُهُ وَشَكْوَاهُ ﴿﴾ وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْلِ الرَّاجِحِ تِسْعَةٌ اَشْهُرٍ قَمَرِيَّةٍ ﴿﴾ وَآنَ لِلزَّمَانِ اَنْ يَّنجَلِيَ عَنْهُ صَدَاهُ ﴿﴾ حَضَرَ اُمُّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ آسِيَّةُ وَمَريَمُ فِي نِسْوَةٍ مِّنَ الْخَظِيْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ ﴿﴾ وَاَخَذَهَا الْمَخَاضُ فَوَلَدَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُوْراً يَتَلَأ لَؤُسَنَاهُ
﴿ محل القيام ﴾
وَمُحَيًّا كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيْئُ اَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرّآءُ ﴿﴾ لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الَّذِيْ كَانَ للِدِّيْنِ سُرُوْرٌبِيَوْمِهِ وَازْدِهَآءُ ﴿﴾ يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ اِبْنَةُ وَهْبٍ مِّنْ فَخَارٍ مَّالَمْ تَنَلْهُ النِّسَآءُ ﴿﴾ وَاَتَتْ قَوْمَهَا بِاَفْضَلَ مِمَّا حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَآءُ ﴿﴾ مَوْلِدٌ  كَانَ مِنْهُ فِي طَالِعِ الْكُفْرِ وَبَالٌ عَلَيْهِم وَوَبَآءُ ﴿﴾ وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ اَنْ قَدْ وُلِدَ الْمُصْطَفَى وَحَقَّ الْهَنَآءُ ﴿﴾ هَذَا وَقَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ اَئِمَّةٌ ذَوُوْا رِوَايَةٍ وَرَوِيَّةٍ ﴿﴾ فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَايَةَ مَرَامِهِ وَمَرْمَاهُ ﴿﴾      
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَبَرَزَ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْاَرْضِ رَافِعًا رَّأْسَهُ اِلَى السَّمآءِ الْعَلِيَّةِ ﴿﴾ مُوْمِيًا بِذَالِكَ الرَّفْعِ الَى سُوْدَدِهِ وَعُلاَهُ ﴿﴾ وَمُشِيْرًا اِلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلَى سَآئِرِالْبَرِيَّةِ ﴿﴾ وَاَنَّهُ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَسَجَايَاهُ ﴿﴾ وَدَعَتْ اَمُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ يَطُوْفُ بِهَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ ﴿﴾ فَاَقْبَلَ مُسْرِعًا وَّنَظَرَ اِلَيْهِ وَبَلَغَ مِنَ السُّرُوْرِ مُنَاهُ ﴿﴾ وَاَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ الْغُرآءَ وَقَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوصِ النِّيَّةِ ﴿﴾ وَيَشْكُرُ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَاَعْطَاهُ ﴿﴾ وَوُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِيْفًا مَّخْتُوْنًا مَّقْطُوْعَ السُّرِّ بِيَدِ الْقُدْرَةِ الْاِلَهِيَّةِ ﴿﴾ طَيِّبًا دَهِيْنًا مَّكْحُوْلَةً بِكُحْلِ الْعِنَانَةِ عَيْنَاهُ ﴿﴾ وَقِيْلَ خَتَنَهُ جَدُّهُ بَعْدَ سَبْعِ لَيَالٍ سَوِيَّةٍ ﴿﴾ وَاَوْلَمَ وَاَطْعَمَ وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَّاَكْرَمَ مَثْوَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
  وَظَهَرَ عِنْدَ وِلاَدَتِهِ خَوَارِقُ وَغَرآئِبُ غَيْبِيَّةٌ ﴿﴾ اِرْهَاصًا لِّنُبُوَّتِهِ وَاِعْلاَمًا بِاَنَّهُ مُخْتَارُ اللهِ تَعَالَى وَمُجْتَبَاهُ ﴿﴾ فَزِيْدَةِ السَّمَآءُ حِفْظًا وَّرُدَّ عنْهَا الْمَرَدَةُ وَذَوُوالنُّفُوْسِ الشَّيْطَانِيَّةِ ﴿﴾ وَرَجَمَتْ رُجُوْمُ النَّيِّرَاتِ كُلَّ رَجِيْمٍ فِى حَالِ مَرْقَاهُ ﴿﴾ وَتَدَلَّتْ اِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْاَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ ﴿﴾ وَاْسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وَهَادُ الْحَرَمَ وَرُبَاهُ ﴿﴾ وَخَرَجَ مَعَهُ نُوْرٌ اَضَآءَتْ لَهُ قَصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةُ ﴿﴾ فَرَاَهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَمَغْنَاهُ ﴿﴾ وَانْصَدَعَ الْاِيْوَانُ بِالمَدَائِنِ الْكِسْرَوِيَّةِ ﴿﴾ اَلَّذِي رَفَعَ اَنُوشَرْوَانَ سَمْكَهُ وَسَوَّاهُ ﴿﴾ وَسَقَطَ اَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شُرُفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ ﴿﴾ وَكُسِرَ مُلْكُ كِسْرَى لِهَوْلِ مَآ اَصَابَهُ وَعَرَاهُ ﴿﴾ وَخَمَدَتِ النِّيْرَانُ الْمَعْبُوْدَةُ بِالمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّةِ ﴿﴾ لِطُلُوْعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَاِشْرَاقِ مُحَيَّاهُ ﴿﴾ وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَكَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَقُمَّ مِنَ الْبِلاَدِ الْعَجَمِيَّةِ ﴿﴾ وَجَفَتْ اِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجِ يَنَابِيْعُ هَاتِيْكَ الْمِيَاهِ ﴿﴾ وَفَاضَ وَادِي سَمَاوَةَ وَهِيَ مَفَازَةٌ فِى فَلاَةٍ وَّبَرِيَّةٍ ﴿﴾ لَمْ يَكُنْ بِهَا قَبْلُ مَآءٌ يَّنْقَعُ لِلظَّمْاَنِ الَّلهَاةَ ﴿﴾ وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوْفِ بِالْعِرَاصِ الْمَكِيَّةِ ﴿﴾ وَالْبَلَدِ الَّذِيْ لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلاَ يُخْتَلَى خُلاَهُ ﴿﴾ وَاْخْتُلِفَ فِى عَامِ وِلاَدَتِهِ وَفِى شَهْرِهَا وَفِى يَوْمِهَا عَلَى اَقْوَالٍ لِّلْعُلَمَآءِ مَرْوِيَّةٍ ﴿﴾ وَالرَّاجِحُ اَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرَ شَهْرَ رَبِيْعِ الْاَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيْلِ الَّذِيْ صَدَّهُ اللهُ عَنِ الْحَرَامِ وَحَمَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَاَرْضَعَتْهُ اُمُّهُ اَيَّامًا ثُمَّ اَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الْاَسْلَمِيَّةُ ﴿﴾ اَلَّتِيْ اَعْتَقَهَا اَبُوْ لَهَبٍ حِيْنَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيْلاَدِهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بِبُشْرَاهُ ﴿﴾ فَاَرْضَعَتْهُ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوْحٍ وَّاَبِيْ سَلَمَةَ وَهِيَ بِهِ حَفِيَّةُ ﴿﴾ وَاَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِيْ حُمِدَتْ فِى نُصْرَةِ الدِّيْنِ سُرَاهُ ﴿﴾ وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُ اِلَيْهَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ بِصِلَةٍ وَّكِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّةٌ ﴿﴾ اِلَى اَنْ اَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَآئِدُ الْمَنُوْنِ الضَّرِيْحَ وَوَارَاهُ ﴿﴾ قِيْلَ عَلَى دِيْنِ قَوْمِهَا الْفِئَةِ الْجَاهِلِيَّةِ ﴿﴾ وَقِيْلَ اَسْلَمَتْ اَثْبَتَ الْخِلاَفَ ابْنُ مَنْدَاهْ وَحَكَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ اَرْضَعَتْهُ الْفَتَاةُ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ وَكَانَ قَدْ رَدَّ كُلٌّ مِّنَ الْقُوْمِ ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَاَبَاهُ ﴿﴾ فَاَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ الْمَحْلِ قَبْلَ الْعَشِيَّةِ ﴿﴾ وَدَرَّ ثَدْيَهَا بِدُرِّ دَرٍّ لَّبَنَهُ الْيَمِيْنُ مِنْهُمَا وَلَبَنَ الْاَخَرُ اَخَاهُ ﴿﴾ وَاَصْبَحَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ وَالْفَقْرِ غَنِيَّةً ﴿﴾ وَسَمِنَتِ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَالشِّيَاهُ ﴿﴾ وَانْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا كَلُّ مُلِمَّةٍ وَّرَزِيَّةٍ ﴿﴾ وَطَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشِهَا الْهَنِيِّ وَوَشَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِى الْيَوْمِ شَبَابَ الصَبِيِّ فِى الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ ﴿﴾ فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ فِى ثَلاَثٍ وَّمَشَى فِى خَمْسٍ وَّقَوِيَّتْ فِى تِسْعٍ مِّنَ الشُّهُوْرِ بِفَصِيْحٍ النُّطْقِ قَوَاهُ ﴿﴾ وَشَقَّ الْمَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيْفَ لَدَيْهَا وَاَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّةً ﴿﴾ وَاَزَالاَ مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَ بِالثَّلْجِ غَسَلاَهُ ﴿﴾ وَمَلَاَهُ حِكْمَةً وَّمَعَانِيَ اِيْمَانِيَةً ﴿﴾ ثَمَّ خَاطَاهُ وَبِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ خَتَمَاهُ ﴿﴾ وَوَزَنَاهُ فَرَجَحَ بِاَلْفٍ مِّنْ اُمَّتِهِ الْاُمَّةِ الْخَيْرِيَّةِ ﴿﴾ وَنَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اَكْمَلِ الْاَوْصَافِ مِنْ حَالِ صِبَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ رَدَّتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِلَى اُمِّهِ وَهِيَ بِهِ غَيْرُ سَخِيَّةٍ ﴿﴾ حَذَرًا مِنْ اَنْ يُّصَابَ بِمُصَابِ حَادِثٍ تَخْشَاهُ ﴿﴾ وَوَفَدَتْ عَلَيْهِ حَلِيْمَةُ فِى اَيَّامِ خَدْيْجَةَ السَّيِّدَةِ الْوَضِيَّةِ ﴿﴾ فَحَبَاهَا مِنْ حَبَآئِهِ الْوَافِرِ بِحِبَاهُ ﴿﴾ وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَامَ اِلَيْهَا وَاَخَذَتْهُ الْاَرْيَحِيَّةُ ﴿﴾ وَبَسَطَ لَهَا مِنْ رِدَآئِهِ الشَّرِيْفِ بِسَاطَ بِرِّهِ وَنَدَاهُ ﴿﴾ وَالصَّحْيْحُ اَنَّهَآ اَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجَهَا وَالْبَنِيْنَ وَالذُّرِيَّةِ ﴿﴾ وَقَدْعدَّ هُمَا فِى الصَّحَابَةِ جَمْعٌ مِّنْ ثِقَاتِ الرُّوَاةِ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَلَمَّا بَلَغَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ اَرْبَعَ سِنِيْنَ خَرَجَتْ بِهِ اُمُّهُ اِلَى الْمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ ﴿﴾ ثُمَّ عَادَتْ فَوَافَتْهَا بِالْاَبْوَاءِ اَوْ بِشِعْبِ الْحَجُوْنِ وَ الْوَفَاةُ ﴿﴾ فَحَمَلَتْهُ حَاضِنَتُهُ اُمُّ اَيْمَنَ الْحَبَشِيَّةُ ﴿﴾ اَلَّتِى زَوَّجَهَا بَعْدُ مِنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلاَهُ ﴿﴾ وَاَدْخَلْتَهُ عَلَى جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَمَّهُ اِلَيْهِ وَرَقَّ لَهُ وَاَعْلَى رُقِيَّةْ ﴿﴾ وَقَالَ اِنْ لِابْنِيْ هَذَا لَشَأنًا عَظِيْمًا فَبَخٍ بَخٍ لِّمَنْ وَّقَّرَهُ وَوَالاَهُ ﴿﴾ وَلَمْ تَشْكُ فِى صِبَاهُ جُوْعًا وَّلاَعَطْشًا قَطُّ نَفْسُهُ الْاَبِيَّةْ ﴿﴾ وَكَثِيْرًا مَّا غَدَ اَفَاغْتَذَى بِمَآءٍ زَمْزَمَ فَاَشْبَعَهُ وَاَرْوَاهُ ﴿﴾ وَلَمَّا اُنِيْخَتْ بِفِنَآءِ جَدِّهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَطَايَا الْمَنِيَّةِ ﴿﴾ كَفَلَهُ عَمٌّهُ اَبُوْ طَالِبٍ شَقِيْقٌ اَبِيْهِ عَبْدِاللهِ ﴿﴾ فَقَامَ بِكَفَالَتِهِ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ وَهِمَّةٍ وَحَمِيَّةٍ ﴿﴾ وَقَدَّمَهُ عَلَى النَّفْسِ وَالْبَنِيْنَ وَرَبَّاهُ ﴿﴾ وَلَمَّا بَلَغَ اثْنَى عَشَرَ سَنَةً رَّحَلَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمُّهُ اِلَى الْبِلاَدِ الشَّامِيَّةِ ﴿﴾ وَعَرَّفَهُ الرَّاهِبُ بَحِيْرَا بِمَا حَازَهُ مِنْ وَّصْفِ النُّبُوَّةِ وَحَوَاهُ ﴿﴾ وَقَالَ اِنِّي اُرَاهُ سَيِّدَ الْعَالَمِيْنَ وَرَسُوْلَ اللهِ وَنَبِيَّهُ ﴿﴾ قَدْ سَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ وَالْحَجَرُ وَلاَ يَسْجُدَانِ اِلاَّ لِنَبِيِّ اَوَّاهٍ ﴿﴾ وَاِنَّا لَنَجِدُ نَعْتَهُ فِى الْكُتُبِ الْقَدِيْمَةِ السَّمَاوِيَّة ﴿﴾ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَعَلاَهُ وَاَمَرَ عَمَّهُ بِرَدِّهِ اِلَى مَكَّةَ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ مِنْ اَهْلِ دِيْنِ الْيَهُوْدِيَّةِ ﴿﴾ فَرَجَعَ بِهِ وَلَمْ يُجَوِّزْ مِنَ الشَّامِ الْمُقَدَّسِ بُصْرَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَسْمًا وَعِشْرِيْنَ سَنَةً سَافَرَ اِلَى بُصْرَى فِى تِجَارَةٍ لِّخَدِيْجَةَ الْفَتِيَّةِ ﴿﴾ وَاَنَّهُ غَلَامُهَا مَيْسَرَةُ يَخْدِيْمُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَيَقُوْمُ بِمَا عَنَاهُ ﴿﴾ فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ لَدَا صَوْمَعَةِ نَسْطُوْرَا رَاهِبِ النُّصْرَانِيَّةِ ﴿﴾ فَعَرَفَهُ الرَّاهِبُ اِذْمَالَ اِلَيْهِ ظِلُّهَا الْوَرِفُ وَاَوَاهُ ﴿﴾ وَقَالَ مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ اِلَّا نَبِيٌّ ذُوْ صِفَاتٍ نَقِيَّةٍ ﴿﴾ وَرَسُوْلٌ قَدْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِالْفَضَآئِلِ وَحَبَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ اَفِى عَيْنَيْهِ حُمْرَةُ نِ استِظْهَارًا لِّلْعَلاَمَةِ الْخَفِيَّةِ ﴿﴾ فَاَجَابَهُ بِنَعَمْ فَحَقَّ لَدَيْهِ مَا ظَنَّهُ فِيْهِ وَتَوَخَّاهُ ﴿﴾ وَقَالَ لِمَيْسَرَةَ لاَ تُفَارِقْهُ وَكُنْ مَّعَهُ بِصِدْقِ عَزْمٍ وَّحُسْنٍ طَوِيَّةٍ ﴿﴾ فَاِنَّهُ مِمَّنْ اَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ وَاجْتَبَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ عَادَ اِلَى مَكَّةَ فَرَاَتْهُ خَدِيْجَةُ مُقْبِلًا وَّهِيَ بَيْنَ نِسْوَةٍ فِى عَلِيَّةٍ ﴿﴾ وَمَلَكَانِ عَلَى رَأْسِهِ الشَّرِيْفِ مِنْ وَّهَجِ الشَّمسِ قَدْ اَظْلَاهُ ﴿﴾ وَاَخْبَرَهَا مَيْسَرَةُ بِاَنَّهُ رَاَى ذَالِكَ فِى السَّفَرِ كُلِّهِ وَبِمَا قَالَ لَهُ الرَّاهِبُ وَاَوْدَعَهُ لَدَيْهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ وَضَاعَفَ اللهُ فِى تِلْكَ التِّجَارَةِ رِبْحَهَا وَنَمَّاهُ ﴿﴾ فَبَانَ لِخَدِيْجَةَ بِمَا رَاَتْ وَمَا سَمِعَتْ اَنَّهُ رَسُوْلَ اللهِ تَعَالَى اِلَى الْبَرِيَّةِ ﴿﴾ اَلَّذِيْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِقُرْبِهِ وَاصْطَفَاهُ ﴿﴾ فَخَطَبَتْهُ لِنَفْسِهَا لِتَشُمَّ مِنَ الْاِيْمَانِ بِهِ طِيْبَ رَيَّاهُ ﴿﴾ فَاَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَعْمَامَهُ بِمَا دَعَتْهُ اِلَيْهِ هَذِهِ الْبَرَّةُ التَّقِيَّةُ ﴿﴾ فَرَغِبُوْا فِيْهَا لِفَضْلٍ وَّدِيْنٍ وَّجَمَالٍ وَّمَالٍ وَّحَسَبٍ وَّنَسَبٍ كُلٌّ مِّنَ الْقَوْمِ يَهْوَاهُ ﴿﴾ وَخَطَبَ اَبُوْ طَالِبٍ وَّاَثْنَى عَلَيْهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ اَنْ حَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ سَنِيَّةٍ ﴿﴾ وَقَالَ هَوَ وَاللهِ لَهُ نَبَأٌ عَظِيْمٌ يُحْمَدُ فِيْهِ مَسْرَاهُ ﴿﴾ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَبُوْهَا وَقِيْلَ عَمُّهَا وَقِيْلَ اَخُوْهَا لِسَابِقِ سَعَادَتِهَا الْاَزَلِيَّةِ ﴿﴾ وَاَوْلَدَهَا كُلَّ اَوْلاَدِهِ ﴿﴾ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِلَّا الَّذِيْ بِاسْمِ الْخلِيْلِ سَمَّاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَثَلَثِيْنَ سَنَةً بَنَتْ قُرَيْشُ نِ الْكَعْبَةَ لِانْصِدَاعِهَا بِالسُّيُوْلِ الْاَبْطَهِيَّةِ ﴿﴾ وَتَنَازَعُوْا فِى رَفْعِ الْحَجَرِ الْاَسْوَدِ فَكُلٌّ اَرَادَ رَفْعَهُ وَرَجَاهُ ﴿﴾ وَعَظُمَ الْقِيْلُ وَالْقَالُ وَتَحَالَفُوْا عَلَى الْقِتَالِ وَقَوِيَتِ الْعَصَبِيَّةُ ﴿﴾ ثُمَّ تَدَعُوْا اِلَى الْاِنْصَافِ وَفَوَّضُوْا الْاَمْرَ اِلَى ذِيْ رَأْيٍ صَآئِبٍ وَّاَناهُ ﴿﴾ فَحَكَمَ بِتَحْكِيْمِ اَوَّلِ دَاخِلٍ مِّنْ بَابِ السَّدَنَةِ الشَّيْبِيَّةِ ﴿﴾ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَوَّلَ دَاخِلٍ فَقَالُوْا هَذَا الْاَمِيْنُ وَكُلُّنَا نَقْبَلُهُ وَنَرْضَاهُ ﴿﴾ فَاَخْبَرُوْهُ بِاَنَّهُمْ رَضُوْهُ اَنْ يَكُوْنَ صَاحِبَ الْحُكْمِ فِى هَذَا الْمُلِمِّ وَوَلِيَّهُ ﴿﴾ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِى ثَوْبٍ ثُمَّ اَمَرَ اَنْ تَرْفَعَهُ الْقَبَائِلُ جَمِيْعًا اِلَى مُرْتَقَاهُ ﴿﴾ فَرَفَعُوْهُ اِلَى مَقَرِّهِ مِنْ رُكْنِ هَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ ﴿﴾ وَوَضَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ فِى مَوْضِعِهِ الْاَنَ وَبَنَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَلَمَّا كَمُلَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَربَعُوْنَ سَنَةً عَلَى اَوْفَقِ الْاَقْوَالِ لِذَوِيْ الْعَالَمِيَّةِ ﴿﴾ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا فَعَمَّهُمْ بِرُحْمَاهُ ﴿﴾ وَبُدِئَ اِلَى تَمَامِ سِتَّةِ اَشْهُرٍ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ الْجَلِيَّةِ ﴿﴾ فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيًا اِلاَّ جَآءَتْ مِثْلَ فَلَقِ صُبْحٍ اَضَآءَ سَنَاهُ ﴿﴾ وَاِنَّمَا ابْتُدِئَ بِالرُّؤْيَا تَمْرِيْنًا لّلقُوَّةِ الْبَشَرِيَّةِ ﴿﴾ لِئَلَّا يَفْجَأَهُ الْمَلَكُ بِصَرِيْحِ النُّبُوَّةِ فَلاَ تَقْوَاهُ قُوَاهُ ﴿﴾ وَحُبِّبَ اِلَيْهِ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَتَعَبَّدُ بِحِرَآءِ اللَّيَالِى الْعَدَدِيَّةِ ﴿﴾ اِلَى اَنْ اَتَاهُ فِيْهِ صَرِيْحُ الْحَقِّ وَوَافَاهُ ﴿﴾ وَذَالِكَ فِى يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِاللَّيْلَةِ الْقَدْرِيَّةِ ﴿﴾ وَثَمَّ اَقْوَالٌ لِّسَبْعٍ اَوْ لِاَرْبَعٍ وَّعِشْرِيْنَ مِنْهُ اَوْلِثَمَانٍ مِّنْ شَهْرِ مَوْلِدِهِ الَّذِيْ بَدَا فِيْهِ بَدْرُ مُحَيَّاهُ ﴿﴾ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ فَاَبَى فَغَطَّهُ غَطَّةً قَوِيَّة ﴿﴾ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ فَاَبَى فَغَطَّهُ ثَانِيَّةً حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ الْجُهْدُ وَغَطَّاهُ ﴿﴾ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ فَاَبَى فَغَطَّهُ ثَالِثَةً لِّيَتَوَجَّهَ اِلَى مَاسَيُلْقَى اِلَيْهِ بِجَمْعِيَّةٍ ﴿﴾ وَيُقَابِلَهُ بِجِدٍّ وَّاجْتِهَادٍ وَّيَتَلَقَّاهُ ﴿﴾ ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ ثَلاَثَ سِنِيْنَ اَوْ ثَلَثِيْنَ شَهْرًا لِّيَشْتَاقَ اِلَى انْتِشَاقِ هَاتِيْكَ النَّفَحَاتِ الشَّذِيَّةِ ﴿﴾ ثُمَّ اُنْزِلَتْ عَلَيْهِ يَآاَيُّهَاالْمُدَثِّرُ فَجَآءَهُ جِبْرِيْلُ بِهَا وَنَادَاهُ ﴿﴾ فَكَانَ لِنُبُوَّتِهِ فِىْ تَقَدُّمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ شَاهْدٌ عَلَى اَنَّ لَهَا السَّابِقِيَّةِ ﴿﴾ وَالتَّقَدُّمَ عَلَى رِسَالَتِهِ بِالْبِشَارَةِ وَالنِّذَارَةِ لِمَنْ دَعَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَاَوَّلُ مَنْ اَمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ اَبُوْ بَكْرٍ صَاحِبِ الْغَارِ وَالصِّدِّقِيَّةِ ﴿﴾ وَمِنَ الصِّبْيَانِ عَلِيٌّ وَّمِنَ النِّسَآءِ خَدِيْجَةُ الَّتِى ثَبَّتَ اللهُ بِهَا قَلْبَهُ وَوَقَاهُ ﴿﴾ وَمِنَ الْمَوَالِي زَيْدٌ بْنُ حَارِثَةَ وَمِنَ الْاَرِقَّاءِ بِلاَلُ الَّذِيْ عَذَّبَهُ فِى اللَّهِ اُمَيَّه ﴿﴾ وَاَوْلاَهُ مَوْلاَهُ اَبُوْ بَكْرٍ مِّنَ الْعِتْقِ مَااَوْلاَهُ ﴿﴾ ثُمَّ اَسْلَمَ عُثْمَانُ وَسَعْدٌ وَّسَعِيْدٌ وَّطَلْحَةُ وَابْنُ عَوْفٍ وَابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّه ﴿﴾ وَغَيْرُهُم مِّمَّنْ اَنْهَلَهُ الصِّدِّيْقُ  رَحِيْقَ التَّصْدِيْقِ وَسَقَاهُ ﴿﴾ وَمَازَالَتْ عِبَادَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَصْحَابُهُ مَخْفِيَّةً ﴿﴾ حَتَّى اُنْزِلَتْ عَلَيْهِ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ فَهَجَرَ بِدُعَآءِ الْخَلْقِ اِلَى اللهِ ﴿﴾ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ حَتَّى عَابُ اَلِهَتَهُمْ وَاَمَرَ بِرَفْضِ مَاسِوَى الْوَحْدَانِيَّةِ ﴿﴾ فَتَجَرَّؤُا عَلَى مُبَارَزَتِهِ بِالْعَدَاوَةِ وَاَذَاهُ ﴿﴾ وَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسِلِمِيْنَ الْبَلَأُ فَهَا جَرُوا فِي سَنَةِ خَمْسٍ اِلَى النَّاحِيَةِ النَّجَاشِيَّةِ ﴿﴾ وَحَدَبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ اَبُو طَالِبٍ فَهَابَهُ كُلُّ مِّنَ الْقَوْمِ وَتَحَامَاهُ ﴿﴾ وَفُرِضَ عَلَيْهِ قِيَامُ بَعْضٍ مِّنَ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ ﴿﴾ ثَمَّ نُنْسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فَاقْرَؤُا مَاتَيَسَّرَ مِنْهُ وَ اَقِيْمُوا الصَّلَوَة ﴿﴾ وَفُرِضَ عَلَيْهِ رَكْعَتَانِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَانِ بِالْعَشِيَّةِ ﴿﴾ ثُمَّ نُسِخَ بِإِيْجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِى لَيْلَةِ مَسْرَاهُ ﴿﴾ وَمَاتَ اَبُو طَالِبٍ فِى نِصْفِ شَوَّالٍ مِّنْ عَاشِرِ الْبِعْثَةِ وَعَظُمَتْ بِمَوْتِهِ الرَّزِيَّةِ ﴿﴾ وَتَلَتْهُ خَدِيْجَةُ بَعْدَ ثَلَثَةِ اَيَّامٍ وَشَدَّ الْبَلَأُ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ عُرَاهُ ﴿﴾ وَاَوْقَعَتْ قَرَيْشٌ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ اَذِيَّةٍ ﴿﴾ وَاَمَّا الطَّآئِفَ يَدْعُو ثَقِيْفًا فَلَمْ يُحْسِنُوا بِالْاِجَابَةِ قِرَاهُ ﴿﴾ وَاَغْرَوْ بِهِ السُّفَهَآءَ وَالْعَبِدَ فَسَبُّوهُ بِاَلْسِنَةٍ بَذِيَّةٍ ﴿﴾ وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى خُضِبَتْ بِالدِّمَآءِ نَعْلَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ عَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِلَى مَكَّةَ حَزِيْنًا فَسَأَلَهُ مَلَكُ الْجِبَالِ فِى اِهْلَاكِ اَهْلِهَا ذَوِى الْعَصَبِيَّةِ ﴿﴾ فَقَالَ اِنِّي اَرْجُوا اَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ اَصْلَابِهِمْ مَّنْ يَّتَوَلَّاهُ ﴿﴾      
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
ثُمَّ اُسْرِيَ بِرُوْحِهِ وَجَسَدِهِ يَقَظَةً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَمِ اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَى وَرِحَابِهِ الْقُدْسِيَّةِ ﴿﴾ وَعُرِجَ بِهِ اِلَى السَّمَوَاتِ فَرَاَى اَدَمَ فِى الْاُوْلَى وَقَدْ جَلَّلَهُ الْوَقَارُ وَعُلَاهُ ﴿﴾ وَرَاَى فِى الثَّانِيَّةِ عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَتُوْلِ الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ ﴿﴾ وَابْنَ خَالَتِهِ يَحْيِىَ الَّذِيْ اُوْتِيَ الْحُكْمَ فِى حَالِ صِبَاهُ ﴿﴾ وَرَاَى فِى الثَّالِثَةِ يُوْسُفَ بِصُوْرَتِهِ الْجَمَالِيَّةِ ﴿﴾ وَفِى الرَّابِعَةِ اِدْرِيْسَ الَّذِي رَفَعَ اللهُ مَكَانَهُ وَاَعْلَاهُ ﴿﴾ وَفْى الْخَمِسَةِ هَارُوْنَ الْمُحَبَّبَ فِى الْاُمَّةِ الْاِسْرَآئِيْلِيَّةْ ﴿﴾ وَفِى السَّادِسَةِ مُوْسَى الَّذِيْ كَلَّمَهُ اللهُ تَعَالَى وَنَاجَاهُ ﴿﴾ وَفِى السَّابِعَةِ اِبْرَهِيْمَ الَّذِيْ جَآءَ رَبَّهُ بِسَلاَمَةِ الْقَلْبِ وَالطَّاوِيَّةِ ﴿﴾ وَحَفِظَهُ مَنْ نَارِ نَمْرُوْدَ وَعَافَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ رُفِعَ اِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى اِلَى اَنْ سَمِعَ صَرِيْفَ الْاقْلاَمِ بِالْاُمُوْرِ الْمَقْضِيَّةِ ﴿﴾ اِلَى مَقَامِ الْمُكَافَحَةِ الَّذِيْ قَرَّبَهُ اللهُ فِيْهِ وَاَدْنَاهُ ﴿﴾ وَاَمَاطَ لَهُ حُجُبَ الْاَنْوَارِ الْجَلَالِيَّةِ ﴿﴾ وَاَرَاهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ مِنْ حَضْرَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ مَآ اَرَاهُ ﴿﴾ وَبَسَطَ لَهُ بُسُطَ الْاِدْلَالِ فِى الْمَجَالِى الذَّاتِيَّةِ ﴿﴾ وَفَرَضَ عَلَيْهِ وَعَلَى اُمَّتِهِ خَمْسِيْنَ صَلاَةً ثُمَّ اِنْهَلَّ سَحَابُ الْفَضْلِ فَرُدَّتْ اِلَى خَمْسٍ عَمَلِيَّةِ ﴿﴾ وَلَهَا اَجْرُالْخَمْسِيْنَ كَما سَآءَهُ فِى الْاَزَلِ وَقَضَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ عَادَ فِى لَيْلَتِهِ فَصَدَّقَهُ الصِّدِّيْقُ بِمَسْرَاهُ ﴿﴾ وَكُلَّ ذِيْ عَقْلٍ وَرَوِيَّةٍ ﴿﴾ وَكَذَّبَتْهُ قُرَيْشٌ وَارْتَدَّ مَنْ اَضَلَّهُ الشَّيْطَانُ وَاَغْوَاهُ ﴿﴾    
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
ثُمَّ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَآئِلِ بِاَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ فِى الْاَيَّامِ الْمَوْسِمِيَّةِ ﴿﴾ فَاَمَنَ بِهِ سِتَةٌ مِّنَ الْاَنْصَارِ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بِرِضَاهُ ﴿﴾ وَحَجَّ مِنْهُمْ فِى الْقَبَآئِلِ اثْنَاعَشَرَ رَجُلًا وَبَايَعُوْهُ بَيْعَةً حَقِيَّةً ﴿﴾ ثُمَّ انْصَرَفُواْ فَظَهَرَ الْاِسْلَامُ بِالْمَدِيْنَةِ فَكَانَتْ مَعْقِلَهُ وَمَأْوَاهُ ﴿﴾ وَقَدِمَ عَلَيْهِ فِى الْعَامِ الثَّالِثِ سَبْعُوْنَ اَوْ وَثَلَاثَةٌ اَوْ وَخَمْسَةٌ وَامْرَأَتَانِ مِنَ الْقَبَائِلِ الْاَوْسِيَّةِ وَالْخَزْرَجِيَّةِ ﴿﴾ فَبَايَعُوْهُ وَاَمَّرَ عَلَيْهِمُ اثْنَى عَشَرَ نَقِيْبًا جَحَاجِحَةً سَرَاةُ ﴿﴾ فَهَجَرَ اِلَيْهِمْ مِّنْ مَكَّةَ ذُوْ الْمِلَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ ﴿﴾ وَفَارَقُوْا الْاَوْطَانَ رَغْبَةً فِيْمَا اَعَدَّ لِمَنْ هَجَرَ الْكُفْرَ وَنَاوَاهُ ﴿﴾ وَخَافَتْ قُرَيْشٌ اَنْ يَّلْحَقَ ﴿﴾ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاَصْحَابِهِ عَلَى الْفَوْرِيَّةِ ﴿﴾ فَأْتَمَرُوْا بِقَتْلِهِ فَحَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ كَيْدِهِمْ وَنَجَّاهُ ﴿﴾ وَاُذِنَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الْهِجَرَةِ فَرَقِبَهُ الْمُشْرِكُوْنَ لِيُوْرِدُوْهُ بِزَعْمِهِمْ خِيَاضَ الْمَنِيَّةِ ﴿﴾ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وَنَثَرَ عَلَى رُؤُسِهِمُ التُّرَابَ وَحَثَاهُ ﴿﴾ وَاَمَّا غَارَ ثَوْرٍ وَفَازَ الصِّدِّيْقُ فِيْهِ بِالْمَعِيَّةِ ﴿﴾ وَاَقَامَا فِيْهِ ثَلَثًا تَحْمِي الْحَمَآئِمُ وَالْعَنَاكِبُ حِمَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ خَرَجَا مِنْهُ لَيْلَةَ الْاِثْنَيْنِ وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْرٍ مَّطِيَّهْ ﴿﴾ وَتَعَرَّضَ لَهُ سُرَاقَةُ فَابْتَهَلَ فِيْهِ اِلَى اللهِ وَدَعَاهُ فَسَاخَتْ قَوَآئِمُ يَعْبُوْبِهِ فِى الْاَرْضِ الصُّلْبَةِ الْقَوِيَّةِ ﴿﴾ وَسَأَلَهُ الْاَمَانَ فَمَنَحَهُ اِيَّاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَمَرَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدَيْدٍ عَلَى اُمِّ مَعْبَدِ نِ الْخَزَاعِيَّه ﴿﴾ وَاَرَادَ ابْتِيَاعَ لَحْمٍ اَوْ لَبَنٍ مِنْهَا فَلَمْ يَكُنْ خِبَآؤُهَا لِشَيْئٍ مِنْ ذَالِكَ قَدْ حَوَاهُ ﴿﴾ فَنَظَرَ اِلَى شَاةٍ فِى الْبَيْتِ قَدْ خَلَّفَهَا الْجُهْدَ عَنِ الرَّعِيَّةِ ﴿﴾ فَاسْتَأْذَنَهَا فِى حَلْبِهَا فَاَذِنَتْ وَقَالَتْ لَوْكَانَ بِهَا حَلْبٌ لَاَصَبْنَاهُ ﴿﴾ فَمَسَحَ الضَّرْعَ مِنْهَا وَدَعَا اللهَ مَوْلَاهُ وَوَلِيَّهُ ﴿﴾ فَدَرَّتْ فَحَلَبَ وَسَقَى كُلًّا مِنَ الْقَوْمِ وَاَرْوَاهُ ﴿﴾ ثُمَّ حَلَبَ وَمَلَاَ الْاِنَآءَ وَغَادَرَهُ لَدَيْهَا اَيَةً جَلِيَّةْ ﴿﴾ فَجَآءَ اَبُوْ مَعْبَدٍ وَرَاَى اللَّبَنَ فَذَهَبَ بِهِ الْعَجَبُ اِلَى اَقْصَاهُ ﴿﴾ وَقَالَ اَنَّى لَكِ هَذَا وَلَوْحَلُوْبَ بِالْبَيْتِ تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ لَّبَنْيَّة ﴿﴾ فَقَالَتْ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَذَا وَكَذَا جُثْمَانُهُ وَمَعْنَاهُ ﴿﴾ فَقَالَ هَذَا صَاحِبُ قُرَيْشٍ وَاَقْسَامَ بِكُلِّ اَلِيَّةٍ ﴿﴾ بِاَنَّهُ لَوْ رَاَهُ لَاَمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَدَانَاهُ ﴿﴾ وَقَدِمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِيْنَةَ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرِ شَهْرِ رَبِيْعِ الْاَوَّلِ وَاَشْرَقَتْ بِهِ اَرْجَآءُهَا الزَّكِيَّةُ ﴿﴾ وَتَلَقَّاهُ الْاَنْصَارُ وَنَزَلَ بِقُبَآءٍ وَّاَسَّسَ مَسْجِدَهَا عَلَى تَقْوَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ اَكْمَلَ النَّاسِ خَلْقًا وَّخُلُقًا ذَا ذَاتٍ وَّصِفَاتٍ سَنِيَّة ﴿﴾ مَرْبُوْعَ الْقَامَةِ اَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَةٍ وَّاسِعَ الْعَيْنَيْنِ اَكْحَلُهُمَا اَهْدَبَ الْاَشْفَارِ قَدْ مُنِحَ الزَّجَجَ حَاجِبَاهُ ﴿﴾ مُفَلَّجَ الْاَسْنَانِ وَاسِعَ الْفَمِ حَسَنَهُ وَاسِعَ الْجَبِيْنِ ذَا جَبْحَةِ هِلَالِيَّه ﴿﴾ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ يُرَى فِى اَنْفِهِ بَعْضُ احْدِيْدَابٍ حَسَنِ الْعِرْنِيْنِ اَقْنَاهُ ﴿﴾ بَعِيْدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ سَبْطَ الْكَفَّيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيْسِ قَلِيلَ لَحْمِ الْعَقِبِ كَثَّ اللِّحْيَةِ عَظِيْمَ الرَّأسِ شَعْرَهُ اِلَى الشَّحْمَةِ الْاُذُنِيَّه ﴿﴾ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَعَلاَهُ ﴿﴾ وَعَرَقُهُ كَاللُّؤلُؤِ وَعَرْفُهُ اَطْيَبُ مِنَ النَّفَحَاتِ الْمِسْكِيَّة ﴿﴾ وَيَتَكَفَّأُ فِى مِشْيَتِهِ كَاَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبِ نِ ارْتَقَاهُ ﴿﴾ وَكَانَ يُصَافِحُ الْمُصَافِحَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ ﴿﴾ فَيَجِدُ مِنْهَا سَآئِرَ الْيَوْمِ رَائِحَةً عَبْهَرِيَّة ﴿﴾ وَيَضَعُهَا عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ ﴿﴾ فَيُعْرَفُ مَسَّهُ لَهُ مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَةِ وَيُدْرَاهُ ﴿﴾ يَتَلَألَؤُ وَجْهُهُ الشَّرِيْفُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرَ فِى اللَّيْلَةِ الْبَدْرِيَّةِ ﴿﴾ يَقُوْلُ نَاعِتُهُ لَمْ اَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَا بَشَرٌ يَّرَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدُ الْحَيَاءِ وَالتَّوَاضُعِ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَرْقَعُ ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَسِيْرُ فِى خِدْمَةِ اَهْلِهِ بِسِيْرَةٍ سَرِيَّة ﴿﴾ وَيُحْبُّ الْفُقَرَآءَ وَالْمَسَاكِيْنَ وَيَجْلِسُ مَعَهُمْ وَيَعُوْدُ مَرْضَاهُمْ وَيُشَيِّعُ جَنَآئِزَهُمْ وَلَا يَحْقِرُ فَقِيْرًا اَدْقَعَهُ الْفَقْرُ وَاَشْوَاهُ ﴿﴾ وَيَقْبَلُ الْمَعْذِرَةَ وَلَا يُقَابِلُ اَحَدًا بِمَا يُكْرَهُ وَيَمْشِى مَعَ الْاَرْمَلَةِ وَذَوِى الْعُبُوْدِيَّةِ ﴿﴾ وَلَا يَهَبُ الْمُلُوْكَ وَيَغْضَبُ لِلَّهِ تَعَالَى وَيَرْضَى لِرِضَاهُ ﴿﴾ وَيَمْشِى خَلْفَ اَصْحَابِهِ وَيَقُوْلُ خَلُّوا ظَهْرِي ﴿﴾ لِلْمَلَآئِكَةِ الرُّوْحَانِيَّة ﴿﴾ وَيَرْكَبُ الْبَعِيْرَ وَالْفَرْسَ وَالْبَغْلَةَ وَحِمَارًا بَعْضُ الْمُلُوْكِ اِلَيْهِ اَهْدَاهُ ﴿﴾ وَيَعْصِبُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوْعِ وَقَدْ اُوْتِيَ مَفَاتِيْحَ الْخَزَآئِنِ الْاَرْضِيَّة ﴿﴾ وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ بِاَنْ تَكُوْنَ لَهُ ذَهَبًا فَاَبَاهُ ﴿﴾ وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِلُّ اللَّغْوَ وَيَبْدَءُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ ﴿﴾ وَيُطِيْلُ الصَّلَوةَ وَيَقْصُرُ الْخُطَبَ الْجُمُعِيَّة ﴿﴾ وَيَتَأَلَّفُ اَهْلَ الشَّرَفِ وَيُكْرِمُ اَهْلَ الْفَضْلِ وَيَمْزَحُ وَلَا يَقُوْلُ اِلَّا حَقًّا يُحِبُّهُ اللهُ تَعالَى وَيَرْضَاهُ ﴿﴾ وَهَهُنَا وَقَفَ بِنَا جَوَادُ الْمَقَالِ عَنْ الطِّرَادِ فِى الْحَلْبَةِ الْبَيَانِيَّة ﴿﴾ وَبَلَغَ ضَاعِنُ الْاِمْلَاءِ فِى فَدَافِدِ الْاِيْضَاحِ مُنْتَهَاهُ ﴿﴾
﴿ عَطِرِاللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمِ بِعَرْفٍ شَدِيٍّ مِّنْ صَلاَةٍ وَّتَسْلِيْمٍ ﴾
﴿ الدعاء ﴾
اَللَّهُمَّ يَابَسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ ﴿﴾ يَامَنْ اِذَا رُفِعَتْ اِلَيْهِ اَكُفُّ الْعَبْدِ كَفَاهُ ﴿﴾ يَامَنْ تَنَزَّهَ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ الْاَحَدِيَّةُ ﴿﴾ عَنْ اَنْ يَّكُوْنَ لَهُ فِيْهَا نَظَآئِرُ وَاَشْبَاهُ ﴿﴾ يَامَنْ تَفَرَّدَ بِالْبَقَآءِ وَالْقِدَمِ وَالْاَزَلِيَّةِ ﴿﴾ يَامَنْ لَّايُرْجَى غَيْرُهُ وَلاَ يُعَوِّلُ عَلَى سِوَاهُ ﴿﴾ يَامَنِ اسْتَنَدَ الْاَنَامُ اِلَى قُدْرَتِهِ الْقَيُّوْمِيَّةِ ﴿﴾ وَاَرْشَدَ بِفَضْلِهِ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ وَاسْتَهْدَاهُ ﴿﴾ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاَنْوَارِكَ الْقُدْسِيَّةِ ﴿﴾ اَلَّتِي اَزَاحَتْ مِنْ ظُلُمَاتِ الشَّكِّ دُجَاهُ ﴿﴾ وَنَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِشَرْفِ الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ ﴿﴾ وَمَنْ هُوَ الْاَخِرُ الْاَنْبِيَآءِ بِصُوْرَتِهِ وَاَوَّلَهُمْ بِمَعْنَاهُ ﴿﴾ وَبِاَلِهِ كَوَاكِبِ اَمْنِ الْبَرِيَّةِ ﴿﴾ وَسَفِيْنَةِ السَّلاَمَةِ وَالنَّجَاةِ ﴿﴾ وَبِاَصْحَابِهِ اُولِى الْهِدَايَةِ وَالْاَفْضَلِيَّةِ ﴿﴾ اَلَّذِيْنَ بَذَلُوْا نُفُوْسَهُمْ لِلَّهِ يَبْتَغُوْنَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ ﴿﴾ وَبِحَمْلَةِ شَرِيْعَتِهِ اُوْلِى الْمَنَاقِبِ وَالْخُصُوْصِيَّةِ ﴿﴾ اَلَّذِيْنَ اسْتُبْشِرُوْا بِنِعْمَةٍ وَّفَضْلٍ مِّنَ اللَّهِ ﴿﴾ اَنْ تُوَفِّقَنَا فِي الْاَقْوَالِ وَالْاَعْمَالِ لِاِخْلَاصِ النِّيَّةِ ﴿﴾ وَتُنْجِحَ لِكُلِّ مِّنَ الْحَاضِرِيْنَ وَالْغَائِبِيْنَ مَطْلَبَهُ وَمُنَاهُ ﴿﴾ وَتُخَلِّصَنَا مِنْ اَسْرِ الشَّهَوَاتِ وَالْاَدَوَآءِ الْقَلْبِيَّةِ ﴿﴾ وَتُحَقِّقَ لَنَا مِنَ الْاَمَالِ ماَ بِكَ ظَنَنَّاهُ﴿﴾وَتَكْفِيْنَا كُلُّ مُدْلَهِمَّةٍ وَّبَلِيَّةٍ ﴿﴾ وَلَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ اَهْوَاهُ هَوَاهُ ﴿﴾ وَتُدْنِيَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْيَقِيْنِ قُطُوْفًا دَانِيَةً حَنِيَّةً ﴿﴾ وَتَمْحُوَ عَنَّا كُلَّ ذَنْبٍ جَنَيْنَاهُ ﴿﴾ وَتَسْتُرَ لِكُلِّ مِّنَّا عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعَيَّهُ ﴿﴾ وَتُسَهِّلَ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْاَعْمَالْ مَا عَزَّ ذُرَاهُ ﴿﴾ وَتَعُمَّ جَمْعَنَا هَذَا مِنْ خَزَآئِنِ مِنَحِكَ السَّنِيَّةِ ﴿﴾ بِرَحْمَةٍ وَّمَغْفِرَةٍ وَّتُدِيْمَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَاهُ ﴿﴾ اَللَّهُمَّ اَنَّكَ جَعَلْتَ لَكُلِّ سَآئِلٍ مَّقَامًا وَّمَزِيَّةً ﴿﴾ وَلِكُلِّ رَاجٍ مَّا اَمَّلَهُ فِيْكَ رَجَاهُ ﴿﴾ وَقَدْ سَاَلْنَاكَ رَاجِيْنَ مَوَاهِبَكَ اللَّذُنِيَّةَ ﴿﴾ فَقِّقْ لَنَا مَامِنْكَ رَجَوْنَاهُ ﴿﴾ اَللَّهُمَّ آمِنِ الرَّوْعَاتِ وَاَصْلِحِ الرُّعَاةَ وَالرَّعِيَّةَ ﴿﴾ وَاَعْظِمِ الْاَجْرَ لِمَنْ جَعَلَ هَذَا الْخَيْرَ فِي (هَذَا الْيَوْمِ وَاَجْرَاهُ) اَللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذِهِ الْبَلْدَةَ وَسَآئِرَ بِلَدِ الْاِسلَامِ آمِنَةً رَّخِيَّةً ﴿﴾ وَاسْقِنَا غَيْثًا يَعُمُّ انْسِيَابُ سَيْبِهِ السَّبْسَبَ وَرُبَاهُ ﴿﴾ وَاغْفِرْلِنَا سِجٍ هَذِهِ الْبُرُوْدِ الْمُحَبَّرَةِ الْمَوْلِدِيَّةِ ﴿﴾ سَيِّدِنَا جَعْفَرٍ مَّنْ اِلَى الْبَرْزَنْجِيِّ نِسّبَتُهُ وَمُنْتَمَاهُ ﴿﴾ وَحَقِّقْ لَهُ الْفَوْزَ بِقُرْبِكَ وَالرَّجَآءَ وَالْاُمْنِيَّةَ ﴿﴾ وَاجْعَلْ مَعَ المُقَرَّبِيْنَ مَقِيْلَهُ وَسُكْنَاهُ ﴿﴾ وَاسْتُرْلَهُ عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعِيَّهُ ﴿﴾ وَكَاتِبِهَا وَقَارِئِهَا وَمَنْ اَصَاخَ اِلَيْهَا سَمْعَهُ وَاَصْغَاهُ ﴿﴾ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى اَوَّلِ قَابِلٍ للِّتَّجَلِّي مِنَ الْحَقِيْقَةِ الْكُلِّيَّةِ ﴿﴾ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ نَّصَرَهُ وَوَالَاهُ ﴿﴾ مَاشُنِّفَتِ الْاَذَانُ مِنْ وَّصْفِهِ الدُّرِّيِّ بِاَقْرَاطٍ جَوْهَرِيَّةٍ ﴿﴾ وَتَحَلَّتْ صُدُوْرُ الْمَحَافِلِ الْمُنِيْفَةِ بِعُقُوْدِ حُلَاهُ ﴿﴾ وَاَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَاَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ خَاتِم الْاَنْبِيَآءِ وَالمُرْسَلِيْنَ ﴿﴾ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعِيْنَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوْنَ ﴿﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ ﴿﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمْيْنَ ﴿﴾

Tidak ada komentar:

Posting Komentar